في عام 2018، عندما بدأت الولايات المتحدة تحقيقها الأولي ضد شركة فيسبوك، أعلن مؤسسها مارك زوكربيرغ في مجلس الشيوخ أن جميع الرسائل والمحتويات الموجودة على واتساب مشفرة.
بشكل صادم، يبدو أن الشركة تكذب! حيث كشف تقرير مفصل نشرته ProPublica عن تعقيدات إدارة المحتوى على واتساب، مما يشير إلى أن الشركة لديها مشرفون على المحتوى، وأن واتساب قد قدم بيانات وصفية إلى وكالات إنفاذ القانون، كما شاركت فيسبوك بيانات المستخدم بين مجموعة شركاتها.
بشكل أساسي، إذا أبلغت عن رسالة شخص ما، فإن فيسبوك لديها إمكانية لقراءة الرسالة، لكن هذا يتعارض مع مزاعمها بأن كل شيء مشفر من طرف إلى طرف، فلو كان هذا صحيحًا، لما تمكنت الشركة من الوصول إلى أي رسالة.
يقول واتساب، وهو تطبيق المراسلة الأكثر شهرة في العالم مع أكثر من ملياري مستخدم نشط شهريًا، إن شركته الأم "فيسبوك" لا يمكنها الوصول إلى المحادثات بين المستخدمين. لكن، تم الإبلاغ أيضًا عن أن فيسبوك تدفع لأكثر من 1000 موظف في جميع أنحاء العالم لقراءة ومراقبة رسائل واتساب التي يفترض أنها "خاصة"، مما يلقي بظلال من الشك على ممارسات الخصوصية الخاصة بعملاق الوسائط الاجتماعية.
يتمتع تطبيق المراسلة بتشفير شامل منذ عام 2016. مع ذلك، هناك بعض الحالات التي يمكن فيها قراءة الرسائل من قبل هؤلاء المراقبين.
على ما يبدو، توظف شركة Accenture المتعاقدة مع فيسبوك 1000 مشرف يقومون بمراجعة المحتوى الذي أبلغ عنه المستخدم، والذي تم تحديده من خلال خوارزمية التعلم الآلي الخاصة بها. وقد كتبت ProPublica أن فيسبوك تراقب البريد العشوائي والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية والتهديدات الإرهابية المحتملة والاعتداء الجنسي على الأطفال والابتزاز و"الأعمال ذات التوجه الجنسي" من بين أشياء أخرى.
كيف تحدث العملية؟
عندما يبلغ شخص ما عن رسالة، حتى لو كانت في محادثة خاصة، فإن خوارزمية التعلم الآلي سوف تفحص السلوك المشبوه، وتعيد توجيهها، إلى جانب أربع رسائل سابقة بالإضافة إلى أي صور أو مقاطع فيديو، إلى إنسان حقيقي لتقييمها. وقد أخبر مشرفو واتساب ProPublica أن الذكاء الاصطناعي للتطبيق يرسل لهم قدرًا كبيرًا من المنشورات، ويتعامل كل مراجع مع ما يصل إلى 600 شكوى يوميًا، بمتوسط أقل من دقيقة لكل حالة.
وفقًا للتقييم، يمكن إما حظر المستخدم أو رفضه أو إضافته إلى قائمة المراقبة، ويمكن عرض الرسائل غير المشفرة من المستخدمين في القائمة "الاستباقية" جنبًا إلى جنب مع بيانات المستخدم الأخرى مثل مجموعات المستخدمين ورقم الهاتف ومعرف الهاتف الفريد ورسالة الحالة ومستوى البطارية وقوة الإشارة.
من المعروف أيضًا أن الشركة تشارك بعض البيانات الخاصة مع وكالات إنفاذ القانون. علاوة على ذلك، زعمت ProPublica أن بيانات مستخدم واتساب ساعدت المدعين العامين في بناء قضية رفيعة المستوى ضد موظف في وزارة الخزانة قام بتسريب سجلات سرية إلى BuzzFeed News مما كشف كيف تتدفق الأموال المزعومة عبر البنوك الأميركية.
على سبيل المثال، ذكر رئيس واتساب Will Cathcart في مقال رأي على موقع Wired في وقت سابق من هذا العام، أن الشركة قدمت "400000 تقرير إلى سلطات سلامة الأطفال العام الماضي وتمت مقاضاة الأشخاص نتيجة لذلك".
تم ذكر كل هذه الممارسات في نص سياسة خصوصية المستخدمين، وفقًا لـ ProPublica، لكن عليك أن تبحث جاهداً للعثور عليها!
رداً على التقرير، قالت متحدثة باسم واتساب لصحيفة The Post إن "واتساب يوفر وسيلة للأشخاص للإبلاغ عن الرسائل غير المرغوب فيها أو إساءة الاستخدام، والتي تشمل مشاركة أحدث الرسائل في الدردشة. وهذه الميزة مهمة لمنع أسوأ إساءة على الإنترنت.. نحن نعارض بشدة الفكرة القائلة بأن قبول التقارير التي يختار المستخدم إرسالها إلينا لا يتوافق مع التشفير التام بين الأطراف".