في نهاية أغسطس من عام 2011 استقال ستيف جوبز من منصبه كرئيس تنفيذي لأبل ليلقى منيته بعدها بستة أسابيع إثر إصابته بسرطان البنكرياس. بعد جوبز، تولى تيم كوك منصب الرئيس التنفيذي لأبل ليتم الآن عشر سنوات كاملة في المنصب. فما الذي تحقق في عهده خلال عقد من الزمان؟
لم يكن ستيف جوبز شخصية عادية في الأوساط التقنية وإنما كان شخصية استثنائية وأيقونية، فهو مؤسس ابل ورئيسها التنفيذي لسنوات طوال وهو صاحب الرؤية الذي وقف خلف منتجات مثل ماك والايبود والايفون والايباد فضلاً عن الآيتونز والآب ستور.
لم تكن خلافة ستيف جوبز سهلة إلا أن تيم كوك استطاع أن يقود الشركة كما يجب أن يكون، وبشكل عام واصلت ابل تحقيق النجاحات العام تلو الآخر.
ابل أكبر شركة في العالم في عهد تيم كوك
منذ عام 2011 و ابل متربعة على عرش الشركات كأكبر شركة متاحة للتداول العام من حيث القيمة السوقية متجاوزة عملاق النفط إكسون Exonn.
الآن القيمة السوقية لأبل تقترب من 2.5 تريليون دولار أمريكي تقريباً متجاوزة جميع المنافسين في الوسط التقني وحتى عمالقة شركات النفط والغاز.
بالأرقام، حققت ابل عائدات تقدر بـ 111 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2011 مقارنة بـ 28.8 مليار دولار أمريكي في نفس الربع عام 2011. عدد العاملين اليوم في ابل نحو 147 ألف موظف مقارنة بـ 60 ألف موظف عندما استقال ستيف جوبز.
ابل لديها الآن نحو 200 مليار دولار كسيولة نقدية مقارنة بـ 76 مليار دولار أمريكي عام 2011. كل هذه الأرقام نلاحظ أنها تضاعفت على مدار العقد الذي تولى فيه تيم كوك قيادة سفينة ابل.
أيضاً إذا كنت قد قمت بشراء أسهم بقيمة 1000 دولار أمريكي عام 2011 في نهاية عهد ستيف جوبز لكانت قيماها الآن تتجاوز 11,000 دولار أمريكي.
الأجهزة الجديدة
أرقام ابل المالية مبهرة للغاية في عهد تيم كوك لكن فيما يتعلق بالابداع والابتكار وتقديم أجهزة جديدة ثورية لا تبدو الأمور على نفس المستوى من الإبهار.
ابل في عهد تيم كوك لم تقدم أجهزة ثورية كالايفون أو الايباد مثلاً وإنما كان سياسة ابل تطوير المنتجات التي تمتلكها بالفعل.
ابل في عهد تيم كوك قدمت للعام سماعات AirPods وساعتها الذكية Apple Watch وعلى الرغم من كونها منتجات ناجحة للغاية من ناحية المبيعات إلا أنها تظل في الأخير إكسسوارات للايفون. لم تقدم ابل في عهد تيم كوك ما يبهر الأعين ويكتم الأنفاس!
قطاع الخدمات
تحت قيادة تيم كوك حققت ابل تقدماً ملحوظاً للغاية فيما يتعلق بقطاع الخدمات في الشركة اعتماداً على القاعدة الجماهيرية للمنتجات الخاصة بها، وأيضاً كأحد الأساليب لزيادة الأرباح بشكل مستمر وضمان ولاء المستخدم لمنتجاتها.
قطاع الخدمات في ابل يضم خدمات مثل متجر التطبيقات الآب ستور والموسيقى Apple Music والبث التلفزيوني Apple TV Plus واللياقة البدنية Apple Fitness Plus والدفع الإلكتروني Apple Pay والألعاب Apple Arcade والأخبار Apple News Plus فضلاً عن خدمات الآي كلاود السحابية.
قطاع الخدمات في ابل حقق خلال الربع الأخير عائدات تجاوزت 17.5 مليار دولار، تقريباً نصف عائدات الايفون، وأكبر من عائدات أي منتج آخر لأبل.
ويبقى السؤال .. هل تستمر ابل في النمو خلال السنوات المقبلة في وجود العديد من المنافسين ومع اتهامات الاحتكار التي بدأت توجه للشركة من المستهلكين والمطورين والمشرعين حول العالم؟